يهدف البحث الحالي إلى تتبع أهم الدراسات في العقدين الأخيرين من القرن العشرين التي تناولت الآثار المعرفية لتجربة العالم المنصف في ميدان الأسرة للكشف عن طبيعة العلاقة بين الإنصاف الشخصي و الخبرات الشخصية بالنجاح المدرسي وفق تركيب الأسر (نشء مع أمهات من
أسر سليمة، نشء مع أمهات وحيدات) حيث تألفت عينة البحث من 493 ناشئاً (439 في الأسر السليمة و 54 في الأسر وحيدة الوالد).
استخدِمت الاستبانة كأداة بحث، و قد تألفت من (49) بنداً موزّعة على 3 مجالات، أولاً: الاعتقاد الشخصي بالعالم المنصف، ثانياً: خبرات الإنصاف الأمومَّيَّ، ثالثاً: النَّجاح المدرسي.
و قد خلصت الدراسة إلى عدة نتائج، أهمّها: برهن كل من الاعتقاد الشخصي بعالم منصف و المعاملة المنصفة للأم كمؤشرين هامين للنجاح المدرسي (الهدف نحو التعلم و الأداء و الدرجات المدرسية)، كلما اعتقد النشء بعالم منصف لهم شخصياً، كلما اتجه هدف النشء في المدرسة إلى التعلم و لاسيما هؤلاء في الأسر السليمة بالمقارنة مع نظرائهم في أسر مع أمهات وحيدات. و كلما كانت معاملة الأمهات للأبناء منصفة، كلما اتجه هدفهم الدراسي نحو التعلم و الأداء و تعزيز مفهوم ذاتٍ مدرسيةٍ إيجابيةٍ و تجنب الفشل الدراسي، و قد كانت الإناث أقل ميلاً لتجنب العمل الدراسي، و أكثر تعبيراً عن مفهوم ذاتٍ مدرسيةٍ إيجابيةٍ من الذكور و بالتالي حصلن على درجاتِ مدرسيةٍ أعلى.