يعتقد (Bindrabanet) بأن السبب الأساسي الذي يكمن وراء انخفاض خصوبة التربة هو الإخلال في ميزان العناصر الغذائية في التربة، بحيث يتم امتصاص كميات كبيرة من العناصر الغذائية من قبل المحاصيل والتي تفقد من التربة عند الحصاد دون أن يتم تعويضها لاحقاً. ويرى( Pieri) أن انخفاض خصوبة التربة يُعد من أهم أسباب انخفاض الإنتاجية في كثير من الترب حول العالم. ولاحظ (Akamigbo and Asadu ) وجود تغيرات ملحوظة في الخصائص المورفولوجية والفيزيائية والكيميائية للتربة وانخفاض في خصوبتها في الزراعات التقليدية أكثر منه في حالة الأراضي الحراجية، كما لاحظ (Adetunji) أنه كلما انخفضت خصوبة التربة، ضعف تماسك حبيبات التربة وأصبحت أكثر عرضة للتعرية. ويرى(Steven)أن التربة تحتوي عموماً على كميات كبيرة من العناصر الغذائية، ولكن نسباً قليلة منها تكون متاحة للنبات، والكميات المتاحة من العناصر المغذية للنبات تًحددها الخصائص الكيميائية والفيزيائية والبيولوجية للتربة.
يعتقد (Lal,Sanchez) أن موضوع انخفاض خصوبة التربة لم يلق اهتماماً كافياً في مجال الأبحاث الزراعية، وذلك بسبب صعوبة تقييم خصوبة التربة الناجم عن التعقيدات في خصائصها الكيميائية وبطء التغيرات التي تتم خلالها, إضافةً للتقلبات الموسمية وتأثيرها في خصوبة التربة والاختلاف في طرائق تحليل التربة، ولهذه الأسباب مجتمعة استُخدمت تقنيات مختلفة لتقييم درجة انخفاض خصوبة التربة كالاعتماد على انخفاض مستوى المادة العضوية في التربة ودرجةاﻠ(pH) وتبادل الايونات ومقدرة التربة على إمداد النباتات بالعناصر المغذية. كما شكَلت التغيرات المناخية مشكلة حقيقة في مجال تقييم خصوبة التربة نتيجة تأثيرها في بعض المؤشرات الخصوبية, كتأثيرها في محتوى التربة من المادة العضوية من خلال الارتفاع في درجة حرارة التربة، وما ينجم عن ذلك من تأثير في الجزء القابل للتحلل من المادة العضوية، وتغير مستوى رطوبة التربة وما ينجم عنه من تأثير في محتوى التربة من العناصر الغذائية القابلة للإفادة.