يعد المشروع الصهيو-أمريكي استكمالا للمشاريع التي وضعتها و خططت لها الدوائر الاستعمارية و الصهيونية، و التي كانت تهدف إلى فصل مشرق الوطن العربي عن مغربه، عن طريق زرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي، و ذلك بعد سلسلة من الاتفاقيات و المعاهدات التي مهدت لقيامه كاتفاقية سايكس-بيكو الاستعمارية عام 1916 ، و وعد بلفور عام 1917 . و من ثم فإن ما يجري اليوم في الوطن العربي ليس إلا استكمالا لما خطط له، و لا يمكن فصله عن مخطط أمريكي-صهيوني-أوروبي غربي يستهدف اختراق المنطقة العربية برمتها، بغية اصطناع دويلات هزيلة ضعيفة يسهل السيطرة عليها، و من ثَم نهب ثروات و مقدرات العرب، و ضمان أمن "إسرائيل". ليس هذا فحسب بل وصلت أهداف تلك الدول إلى حد العمل على تفتيت الوطن العربي و احتلاله، و القضاء على الحكومات
و الأحزاب القومية، و من ثَم إنهاء المشروع القومي و النظام العربي. و إحدى الأدوات أو السيناريوهات الاستعمارية المطروحة لتحقيق ذلك من قبل أصحاب المشروع الصهيوني-الأمريكي يتمثل في ضرب النوع بالنوع في المنطقة العربية سواء أكان طائفيًا أم مذهبيًا أم إثنيًا أم قوميًا. و من ثَم يهدف إلى إشعال الحروب الطائفية و الأهلية بين مكونات المجتمع العربي حتى تعود شعوب المنطقة إلى ما قبل الدولة الوطنية، الأمر الذي يؤدي إلى إشاعة الفوضى و الاضطرابات و فقدان الأمن، مما يسبب انعكاسات خطيرة و تداعيات كارثية على مناحي الحياة المختلفة الثقافية و السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها. ما تقدم يشكل المناخ المناسب لتقسيم الدول العربية، و تجزئتها إلى دويلات لها
طابع طائفي و مذهبي و قومي و من ثَم رسم خريطة جديدة للمنطقة العربية تخدم مصالح الدول الاستعمارية. إن هذا المناخ من الفوضى يعطي المبررات و الحجج للدول أصحاب المشروع الصهيو-أمريكي للتدخل في شؤون الدول العربية، و انتهاك سيادتها، و السيطرة على مواردها سواء أكانت موارد نفطية أم غازية، أو الإفادة من موقعها الاستراتيجي للتحكم بطرق التجارة العالمية.
This project is a Zionist-American update of those projects which have been developed and planned by the Colonial and Zionist departments, which were designed to separate the bright Arab world for western parts, by planting the Zionist entity in the heart of the Arab world, and after a series of conventions and treaties
that paved the way for carrying out such as the Convention Sykes-Picot colonial in 1916 and the Balfour Declaration in 1917. Thus, what is happening in the Arab world cannot be separated from the scheme of the US-Zionist-Western European
targets to penetrate the Arab region as a whole, in order to synthesize weak statelets which would be easy to control, and thus plunder the riches and capabilities of the Arabs, and to ensure the security "of Israel." In addition, it also reached the
objectives of those countries working towards the fragmentation and occupation of the Arab world, as well as the elimination of governments and nationalist parties, thus ending the national project and the Arab system.
One of the tools, or the colonial scenarios, posed to achieve this by the owners of the American-Zionist project is to hit the kind of gender in the Arab region, whether sectarian, ethnic or national. And thus ignite sectarian wars and civil between the components of the Arab community until you return the peoples of the region to the pre-national state, which leads to spread chaos and unrest and insecurity, leading to serious implications and repercussions of the disastrous walks of life, different cultural, political, social, economic and others. What progress allows the right climate for the division and fragmentation of the Arab states towards the character of a sectarian and nationalist and sectarian and ethnic, and thus draw a new map for the Arab region to serve the interests of the colonial powers? This climate of chaos
gives justifications and arguments of the States project owners a Zionist-American intervention in the affairs of Arab countries, and the violation of their sovereignty and control over their own resources, whether oil or gas, or take advantage of its strategic location in ways to control global trade. ...
المراجع المستخدمة
الجاسور: ناظم عبد الواحد الجاسور. الأمة العربية و مشاريع التفتيت. دار الأهلية-عمان 1998/ط1
الجراد: خلف الجراد، العرب في الاستراتيجية الأمريكية. دار التكوين-دمشق2007
أحمد: يوسف أحمد، العرب و تحديات النظام الشرق أوسطي، مجلة المستقبل العربي، العدد 179 . تاريخ كانون الثاني 1994