منذ تشكل الدولة العراقية الحديثة في العام 1921 حتى يومنا هذا ظل المجتمع العراقي يعاني من مشكلات متعددة، أدت إلى عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي. فالعراق بلد متعدد ومتنوع قومياً ودينياً ومذهبياً. فالعرب والأكراد والتركمان والارمن مكونات أساسية ؛ ومع هذا التنوع القومي يوجد تنوع ديني مثل الإسلام والمسيحية واليزيدية والصابئة . ولقد رافق هذا التنوع القومي والديني ، تنوع سياسي ، فكان أن تعددت الأحزاب والمنظمات السياسية المعبرة عن ذلك التنوع .
وان هذا التعدد في التكوين الاجتماعي بوصفه ظاهرة اجتماعية وتاريخية، قلما يخلو منها أي مجتمع، وهي ليست بحد ذاتها، مصدراً لحالة الانقسام والتناحر في أي مجتمع من المجتمعات المعاصرة، بل عدم التعامل السليم معها (أي مع ظاهرة التعدد) قانونياً وسياسياً واجتماعياً ،هو السبب في إنتاج وإعادة إنتاج الأزمات والتوترات.
وطوال الفترة منذ العام 1921 حتى العام 2003 ظل هذا التنوع محكوماً بالقسر والإكراه . فالعراق كبلد كان موحداً إلا إن ذلك التوحد كان حصيلة لسياسة القهر وإرهاب الدولة والقمع المنظم والحروب الداخلية والخارجية والمجازر الجماعية التي قادت البلد من أزمة إلى أخرى وراح ضحاياها ملايين الأبرياء إضافة إلى هدر الأموال والثروات في ظل عسكرة الدولة والمجتمع.. وبالتالي لم يكن ذلك التوحد حصيلة الرضى والطوعية والتعايش الحر الديمقراطي بين المكونات الاجتماعية قومياً ودينياً
إن من الطبيعي أن ينعكس التنوع الاجتماعي أعلاه في ولاءات الإنسان العراقي . فبدلاً من أن يتوجه بولائه نحو الوطن الأكبر ؛ فان عدداً مهما من الناس ربما توجهت ولاءاتهم نحو الدين أو الطائفة الدينية أو القومية أو الأسرة أو العشيرة ...... الخ التي ينتمي إليها ، فيضعف بالنتيجة الشعور بالمواطنة لديه . فالمواطنة تتسامى على الفئوية لكنها لا تلغيها والمطلوب إن تتواءم معها وتتعايش معها ؛ لتكون المواطنة بوتقة تنصهر فيها كل الانتماءات وبقدر الانسجام والانتظام بين هذه العناصر الولائية والفئوية يجد المواطن نفسه والجماعة التي ينتمي إليها مكانتهم ، وبالتالي فان فقدان الشعور بالانتماء إلى الوطن وبالتكامل الاجتماعي مع أبناء المجتمع يؤدي إلى اتجاه الفرد إلى الولاءات الضيقة القبلية والعشائرية والمذهبية والقومية ...... الخ ، وهكذا فان التحقق من القضية أعلاه يمثل المشكلات الأساسية لهذا البحث ، حيث يستقرأ طبيعة الشعور بالمواطنة لدى طلبة الجامعة .
Since the formation of the modern Iraqi state in 1921 until today, Iraqi society has been suffering from multiple problems, which have led to political and social instability. Iraq is a diverse country, nationally, religiously and sectarianly. Arabs, Kurds, Turkmen and Armenians are essential components; With this national diversity there is religious diversity such as Islam, Christianity, Yazidis and Sabians. This national and religious diversity was accompanied by political diversity, so there were many political parties and organizations expressing that diversity.
And that this plurality in the social formation as a social and historical phenomenon, rarely devoid of any society, and it is not in itself a source of division and rivalry in any of the contemporary societies. In the production and reproduction of crises and tensions.
Throughout the period from 1921 until 2003, this diversity was governed by coercion and coercion. Iraq, as a country, was united, but that unification was the result of the policy of oppression, state terrorism, organized repression, internal and external wars and mass massacres that led the country from one crisis to another, killing millions of innocent people, in addition to the waste of money and wealth in light of the militarization of the state and society.. Therefore, that unification was not the result of Consent, voluntary, and free democratic coexistence between the national and religious social components
It is natural that the above social diversity is reflected in the loyalties of the Iraqi person. Instead of directing his loyalty towards the greater homeland; A significant number of people may turn their allegiances towards the religion, religious sect, nationality, family, clan, etc., to which he belongs, thus weakening his sense of citizenship as a result. Citizenship transcends factionalism, but it does not abolish it. What is required is to adapt and coexist with it; Citizenship is a crucible in which all affiliations melt, and to the extent of harmony and order between these state and factional elements, the citizen finds himself and the group to which he belongs their position. ... etc., and thus the verification of the above issue represents the main problems of this research, as it explores the nature of the sense of citizenship among university students.
المراجع المستخدمة
احمد صدقي الدجاني . مسلمون ومسيحيون في الحضارة العربية الإسلامية ، مركز يافا للدراسات والأبحاث ، القاهرة ،1999، ص 5 .
محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي . الصحاح ، المركز العربي للثقافة والعلوم ، طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم ، مادة ( و ط ن ) ، د. ت .
ابن منظور . لسان العرب ، دار المعارف ، بيروت ، مادة ( و ط ن ) ، د. ت.