تعد قضايا السكان من الموضوعات المهمة التي يعنى بها الباحثون. و خاصة في
الدول النامية، و منها سورية.
هدفت الدراسة إلى تتبع التحولات التي طرأت على التوزع، من خلال تعرف
العوامل المؤثرة فيه، التي تمثلت بكل من العوامل الطبيعية من مناخ و مياه و تربة.
و
من عوامل بشرية و في مقدمتها العوامل الديموغرافية، و العوامل التاريخية
و الاقتصادية التي أدت دورًا مهمًا في إحداث خللٍِ في التوزع الجغرافي للسكان في
سورية ، سواء بين المحافظات، و المناطق، أو القطاعات الاقتصادية المختلفة. و تشير
حركة السكان في سورية إلى اتساع نطاق الهجرة من الريف إلى المدينة بما يتجاوز
القدرة الاستيعابية لتلك المدن المهاجر منها، مما أدى إلى عدم انتظام في التوزع
الجغرافي للسكان. و سوء في استغلال الأراضي الزراعية و زيادة المساحات القابلة
للتصحر، و نقص المصادر المائية و زيادة التلوث البيئي.
و قد أعطتنا دراسة الكثافة السكانية بدورها صورة واضحة عن واقع التوزع
الجغرافي للسكان و تحولاته خلال مدة الدراسة.أما الأهمية التطبيقية للبحث فقد أعطت تصورًا حقيقيًا لحالة ذلك التوزع.
و أظهرت حالة من عدم التلاؤم بين الجوانب السكانية، من جهة، و الجوانب
الاقتصادية، و اتجاهات حركتها من جهة أخرى التي أفرزت بدورها حالة من الخلل
و عدم التوازن في عملية التوزع الجغرافي للسكان.